لقد حبانا الله نحن العرب بصفة جميلة وتعد من مكارم الاخلاق الا وهي اكرام الضيف
وقد يغلب لقب على الانسان من شدة اكرامه للضيف فسيدنا ابراهيم عليه السلام كان يسمى ابو الضيفان
وفي الجاهلية كان الناس يتبارون في اكرام الضيف ثم جاء الاسلام فاقر هذا الخلق العظيم قال صلى الله عليه وسلم \من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه\
ومن اكرام الضيف استقباله بوجه بشوش وقد قيل
بشاشة وجه المرء خير من القرى=فكيف الذي ياتي به وهو ضاحك
ومن اكلرام الضيف المسارعة بتقديم الطعام له وخدمته من اصحاب البيت
واني لعبد الضيف مادام ثاويا=وما شيمة لي غيرها تشبه العبد
وكان الاجواد يحرصون على ان يتطبع اهلهم وخدمهم بطباعهم في التواضع للضيف وخدمته
ومن اخلاق اهل البادية اكرام الضيف اعرفوه ام لم يعرفوه ومن طريف ما يروى عن اهل البادية ان المهدي خرج يتصيدفراى خباء اعرابي فساله هل من قرى قال نعم فاخرج له قرص من شعير فاكله ثم اخرج له فضلة من لبن فسقاه
فساله المهدي يا اخا العرب اتعرف من انا
قال الاعرابي لا والله
قال انا من خدم امير المؤمنين الخاصة
قالبارك الله لك في موضعك
ثم سقاه لبنا
فقال المهدي يا اعرابي اتدري من انا
قال زعمت انك من خدم امير المؤمنين الخاصة
قال لا انا من قواده
قال رحبت بلادك وطاب مرادك
ثم سقاه لبنا
فقال المهدي اتعرف من انا
قال زعمت انك من قواد امير المؤمنين
قال لا ولكني امير المؤمنين
فامسك الاعرابي باناء اللبن وصبه على الارض وقال لو شربت الرابعة لزعمت انك رسول الله
فضحك المهدي حتى غشي عليه
وماهي الا ساعة حتى وصلت الحاشية واحاط به الامراء فطار قلب الاعرابي
فقال له لا باس عليكولا خوف وامر له بكسوة ومال جزيل
هذا بالنسبة لاكرام الضيف
اما من لا يكرم ضيفه فليس له الا الهجاء ووصفوه باللؤم وقال احدهم يهجو قوما بخلاء
تراهم خشية الاضياف خرسا=يصلون الصلاة بغير اذان
وبلغ البخل باحدهم انه كان يرضع من الشاة لكي لا يسمع الجيران والضيفان صوت الحلب
اعاذنا الله من البخل واللؤم وحبب الينا اكرام الضيوف